علمانية أوروبا و ملك إنجلترا
هل تعلم أن الملكية في إنجلترا هي الملكية الوحيدة في أوروبا التي لا تزال تتوج الملوك في احتفال ديني؟
كما أن هذه الطقوس، هي تقليد تحافظ عليه الملكية البريطانية من قرون، وتستعيده في عام 2023،
ذلك رغم تغيّر الزمن، واختلاف السياقات المحيطة باعتلاء الملك عرش بريطانيا، وتنصيبه رأساً للكنيسة الأنغليكانية
والعلمانية تعني في جانبها السياسي اللادينية في الحكم وفصل الدين عن الدولة،
وهي اصطلاح لا صلة له بكلمة “العلم” (SCIENCE) التي اشتقت منها، ومعناها الأقرب إلى الصحة هو “الدنيوية” و”اللادينية”، كما أنها هي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل، وحساب المصلحة بعيدا عن الدين.
ويبدو أن الأوائل الذين أدخلوا هذا المفهوم إلى اللغة العربية بدا لهم المصطلح صادما بحمولته هذه التي تلغي الدين من حياة الناس؛
لذلك اختاروا ترجمة تقترب من العِلم وتيسر انسيابية المفهوم إلى داخل المجتمعات المسلمة.
علمانية أوروبا و ملك إنجلترا
فيما قد يعتبرها الكثيرون أشد الحكومات معاداة للإسلام في التاريخ البريطاني.
استلمت ليزا تراس رئاسة الحكومة لفترة معينة
إنها الحكومة التي ترفض التعامل مع أكبر كيان ممثل للمسلمين البريطانيين، وشكلت منظومة مؤذية لهم تتربص بهم الدوائر وتستهدفهم (بريفينت)، والحكومة التي أقالت وزيرة لأنها “بكونها وزيرة مسلمة تسبب شعورا بعدم الارتياح لدى زملائها”، والحكومة التي اتهمت هذا الأسبوع بأنها تعامل المسلمين كما لو كانوا مواطنين من الدرجة الثانية.
وليس مفاجئا أن يكون أكثر من نصف أعضاء حزب المحافظين ممن يؤمنون بنظريات مؤامرة غريبة حول الإسلام في بريطانيا.
بعد يومين من تقلد ليز تراس منصب رئيسة الوزراء، وصل الملك تشارلز الثالث إلى العرش البريطاني.
وهو رجل مفكر، درس الإسلام بعمق، بل وحتى وصل به الأمر إلى أن يتعلم اللغة العربية حتى يتمكن من قراءة القرآن.
والملك الجديد هو أكثر الملوك حبا للإسلام في التاريخ البريطاني، ومن هنا يبدو التباين بينه وبين حكومته صارخا.