علـمـــاء الإســـلام
يا أيها العلماء أين حضوركم في النائبات, وفي البلى المتفاقم؟
من يصنع التاريخ إن لم تصنعوا أحداثه بمنابر وعمائم؟
أخذ الإله عليكم ميثاقه لا ترهبوا في الله لومة لائم
حين يرتبط العلم بالنبوة وبالرسالة, فيرث العالم شرف النظر بنور الله وينطلق بأقصى ما يطيقه البشر ليبحث عن أصعب الأدوار ويحمل شرف الأمة, ويمضي الركب خلف النور الذي اتبعوه, ويتحملون معه حمل الأمانة للدفاع عن شرف الأمة ولا يكون ذلك إلا إذا عرف العالم دوره, ولا يكون إلا إذا فقه العالم الرباني قضية القضايا,
العلماء ورثة الأنبياء كما قلت وكل الأوصاف التي ذكرتها هي في العلماء الحقيقيين, هم ملح الأرض كما قال الشاعر “يا أيها العلماء يا ملح البلد من يصلح الملح إذا الملح فسد” وهم فعلاً أهل الحل والعقد, وهم أولو الأمر كما فسر ذلك عدد من السلف في الآية الكريمة} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ } فبعضهم فسر أولوا الأمر بالعلماء, وبعضهم فسره بأصحاب السلطة, وبعض العلماء جمع بينهما قال هذا يطاع في موضعه وهذا يطاع في موضعه,
علـمـــاء الإســـلام
والأصل حتى أهل السلطة لا بد أن يطيعوا العلماء, كما قال الأقدمون “الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك” وأخذ ذلك الشاعر فقال “إن الأكابر يحكمون على الورى وعلى الأكابر يحكم العلماء”, فالمفروض من منطقنا الإسلامي أن العلماء هم الذين يصدرون الأوامر للسلاطين ويقولوا افعلوا كذا ولا تفعلوا كذا, هذا يجوز لكم وهذا لا يجوز, وكان الأصل في أيام الصحابة والقرون الأولى كان الأصل أن يكون الأمير عالما, يعني الخلفاء الراشدين
كذلك كانوا علماء وأمراء, عمر بن عبدالعزيز كان أميراً وعالماً وكان معاوية كان أميراً وعالماً, أبو جعفر المنصور كان أميراً وعالماً.. عبد الملك بن مروان, فالأصل في الأمير أن يكون عالماً.. كذلك فإن لم يكن عالماً فلا بد أن يكون يجاوره علماء يسددون خطاه,
أيضا والعالم الحقيقي هو الذي يجمع بين ثلاث أشياء .. كما قال السلف, أن يكون ربانياً, السلف فسروا كلمة رباني أن يعلم ويعمل ويعلم .. ولذلك القرآن يقول: {لَكِن كوْنُوا رَبَانِيينَ بِمَا كنْتُمْ تعَلمُونَ الكِتَابَ وَبِمَا كنْتُم تَدْرُسُونَ} .. فلابد أن يعلم ويعمل بما علم مش بس يعلم يجب أن يطبق..