-
انتشر الإسلام في سنغافورة خلال القرن التاسع الهجري.. ويشكل المسلمون حاليا 15 ٪ من السكان
-
المجلس الإسلامي هو السلطة الدينية الأعلى.. و المدارس الدينية تلتزم بشكل صارم بمبادئ الإسلام الحقيقيّ
تتمتع الأقلية المسلمة فى سنغافورة بمكانة، لاتتمتع بها أى أقلية أخرى فى العالم، وذلك يرجع إلى أن دولة سنغافورة تتبنى المساواة في حقوق المواطنة في إطار نظام علماني، وتمنع التحريض ضد الأقليات الموجودة فى البلاد.
ومما يوضح مكانة الأقلية المسلمة فى سنغافورة اختيار امرأة مسلمة كرئيسة للبلاد هى “حليمة يعقوب”.
وقالت يعقوب بعد انتخابها: “أنا رئيسة للجميع”، ووصفت انتخابها بأنه “لحظة فخر لسنغافورة وللتعددية الثقافية والعرقية”.
الموقع والمساحة:
سنغافورة جمهورية تقع على جزيرة في جنوب شرقي آسيا، عند الطرف الجنوبي من شبه جزيرة ملايو، ويفصلها عن ماليزيا مضيق جوهور.
وهي جزيرة صغيرة تبلغ مساحتها حوالي 719 كيلومتراً مربّعاً، ويبلغ عدد سكّانها حوالي 5.686 مليون.
وسكان سنغافورة خليط من عناصر بشرية مختلفة، يمثِّل الصينيون 75%، بينما الماليزيون 14%، و9% هنود وباكستانيون، ثم إندونيسيون.والعاصمة مدينة سانغفورة.
وهناك أربعة لغات رسمية هي : الماندرين (الصينية)، والملايوية، و التاميل (الهندية)، و الإنجليزية.
و تعتبر الإنجليزية اللغة الأولى (لغة التعامل) حيث تستخدم على نطاق واسع، و هي لغة الدراسة من مرحلة الطفولة.
وصول الإسلام:
وصل الإسلام إلى سنغافورة، عن طريق قدوم التجار العرب والمسلمين، من حضرموت باليمن، إذ صاحب هؤلاء العديد من الدعاة ورجال الدين بهدف نشر الإسلام في أوساط السكان.
وعندما انتشر الإسلام في الملايو والهند وأندونيسيا، انتقل الإسلام من خلال هجرات السكان إلى سنغافورة.
واتسع انتشار الإسلام في القرن التاسع الهجري، ووصلت جماعات عديدة من البلدان المجاورة لها. ويشكل المسلمون حوالي 15 ٪ من السكان .
ويقدرعدد المسلمين فى سانغفورة اليوم بحوالي 396.000 مسلم، أكثرهم من أصول ماليزية، وبعضهم من أصول عربية، إضافة إلى الهنود التاميل، والباكستانيين، والإندونيسيين.
والمسلمون في سنغافورة من السنة ويتبعون المذهب الشافعي والحنفي والمالكى.
وقد حافظ المسلمون على هويتهم الإسلامية، وتمسكوا بأهداب دينهم الإسلامي الحنيف، فلم تستوعبهم كافة الأيديولوجيات المعادية للإسلام والمسلمين.
المؤسسات والجمعيات الإسلامية
تعتبرجمعية الدعوة الإسلامية من أهم الجمعيات الإسلامية فى سانغفورة وقد تلقت معونات من المملكة العربية السعودية، لبناء قاعة الملك فيصل التذكارية، كما شيدت الجمعية مركزاً إسلامياً ومستشفي ومستوصفاً، وإلى جانب جمعية الدعوة الإسلامية توجد جمعية “التاميل المسلمة” وجمعية “المسلمين الجدد” وجمعية “تثقيف النشئ” وجمعية “الشبان المسلمين” وجمعية “الملايويين” وجمعية “دار الارقم” وجمعية “الشابات المسلمات” وجمعية “الطلاب المسلمين” وجمعية “منداكي”، وللجمعيات الإسلامية بسنغافورة صلات مع المنظمات الإسلامية في ماليزيا وأندونسيا وبروناي، كما لها صلات مع رابطة العالم الإسلامي ومؤتمر العالم الإسلامي، ويصدر المجلس الإسلامي بسنغافورة بعض النشرات باللغة الملاوية، والإنجليزية.
كما يعتبر المجلس الإسلاميّ الدّينيّ في سنغافورة الذى تأسس في عام 1968، عندما دخل قانون إدارة القانون الإسلاميّ (AMLA) حيّز التّنفيذ، من أهم المؤسسات الإسلامية فى سانغفورة.
وتتلخّص مهمّة المجلس في توسيع وتعميق فهم الاسلام في سنغافورة بين أفراد المجتمع الإسلاميّ، وتقديم المشورة إلى رئيس سنغافورة بشأن جميع أمور الاسلام في سنغافورة، والإشراف على مصالح الجالية المسلمة في سنغافورة، وتعزيز الأنشطة الدّينيّة، والاجتماعيّة، والتّعليميّة، والاقتصاديّة، والثّقافيّة، وفقًا لمبادئ وتقاليد الإسلام.
بالإضافة إلى هذه المهام يتولّى المجلس الإسلاميّ الدّعوة إلى الاسلام وإدارة شؤون الزّكاة، والوقف، وشؤون الحجّ، والذّبح الحلال، وبناء وإدارة المساجد، وإدارة المدارس الإسلاميّة، وإصدار الفتاوى، و توفير الإغاثة الماليّة للمسلمين الفقراء والمحتاجين، وتقديم المنح التّنمويّة للمنظّمات.
المدراس الدّينيّة
المدارس الدينية في سنغافورة تلتزم بشكل صارم بمبادئ الإسلام الحقيقيّ، ولا تركّز على التّعليم الدّينيّ فقط، بل تدرس أيضًا دراسات أكاديميّة أخرى.
ويقضي الطّلّاب في المدارس الإسلاميّة في سنغافورة ستّ سنوات في التّعليم الابتدائيّ، وخمسة في التّعليم الثّانويّ، ويأخذون الدراسات الإسلاميّة على رأس الموضوعات العاديّة بما في ذلك الرياضيات والعلوم، مما يجعل اليوم الدراسي أطول ممّا هو عليه في المدارس الحكوميّة العاديّة
وقد حرص المسلمون الأوائل الذين استقروا في سنغافورة على وقف أوقاف خاصة يعود ريعها على أعمال الدعوة الإسلامية ورعاية أبناء الجالية الإسلامية في سنغافورة ، وتعليمهم وأبتعاث البعض منهم إلى الدول الإسلامية، خاصة إلى حضرموت واليمن موطن غالبية المهاجرين الأوائل وذلك لكي يتعلموا الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية السمحة .
المساجد
لقد أقام المسلمون العديد من المساجد والمدارس الإسلامية، وما زالت بعض المساجد الأثرية قائمة هناك حتى اليوم، فمن أقدم المساجد في سنغافورة مسجد ” ملقا ” الذي بني عام 1830 ميلادية، ومسجد ” فاطمة الزهراء ” المبني عام 1843 ميلادية، ومن أكبر المساجد الموجودة في سنغافورة مسجد ” السلطان”، ومسجد “المهاجرين “، وقد أقيمت بهما بعض المدارس والمستشفيات والمستوصفات لتقديم الخدمات اللازمة للمسلمين.
وتلعب المساجد دورًا كبيرًا في الحياة الوطنية في البلاد، فهي ليست مجرد دور للعبادة، بل تساهم أيضًا في الحياة الاجتماعية وتقدم دروسًا للطلاب وتتواصل مع غير المسلمين، وتدعوهم لتناول طعام الإفطار في شهر رمضان على سبيل المثال، كمثال للإخاء والقربة بين الأديان وبين أبناء المجتمع الواحد.
ويبلغ عدد المساجد الموجودة في سنغافورة (155) مسجداً من بينها (85) مسجداً جامعاً، كما توجد هناك العديد من المحاكم الشرعية التي تفصل في النزاعات القائمة بين المسلمين وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية إذ يرفض المسلمون في سنغافورة أن تحكمهم أية قوانين تخالف شريعة الإسلام، وقد رصد المسلمون العديد من أملاكهم وأموالهم في هيئة أوقاف إسلامية للصرف منها على الحفاظ على تراثهم الإسلامي المتمثل في المساجد، حيث تم صيانة وترميم (12) مسجداً أثرياً في سنغافورة.
نشر الثقافة الإسلامية:
تشهد سنغافورة انتعاشاً في مؤسسات الدعوة والتعليم، حيث حرصت هذه المؤسسات على نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، وتبع ذلك تنشيط حركة الترجمة، فتم ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغتين الماليزية والجاوية، وترجمة الأحاديث النبوية الشريفة إلى اللغتين الإنجليزية والتاميلية، إلى جانب الجهود المبذولة لنشر اللغة العربية بين المسلمين هناك.
كما تم التوسع في إنشاء المدارس والمعاهد الإسلامية، وقد بلغ عدد هذه المدارس (90) مدرسة استوعبت 15% من أبناء المسلمين في سن الدراسة، إلى جانب الاهتمام بإنشاء المعاهد المتخصصة في تخريج دعاة الإسلام، ذلك إضافة إلى المدارس القرآنية الملحقة بجميع المساجد الموجودة في سنغافورة.
وتنشط الجمعيات والمؤسسات الإسلامية في مجال دعم الدعوة الإسلامية والتعليم، ومن أشهر هذه الجمعيات جمعية الدعوة الإسلامية التي تأسست منذ عام 1932 ميلادية، وقد قامت هذه الجمعية بإنشاء كلية إسلامية في سنغافورة، وطالبت بالإبقاء على القضاء الشرعي في البلاد، وهناك جمعية شؤون الدعوة، والجمعية المحمديّة، وجمعية الشباب المسلم، وجمعية ” منداكى” أي جمعية الصعود وتضم (11) جمعية إسلامية أخرى، كما تأسس هناك المجلس الإسلامي الأعلى للتنسيق بين الجمعيات الإسلامية وتوحيد جهودها لإبلاغ دعوة الإسلام، ونشر الوعي الديني الصحيح.
التحديات التى تواجه المسلمين:
نظرًا لوجود نشاط تَبْشِيرِيٍّ كثيف قام المسلمون بإنشاء توازنٍ في مجال الدعوة إلى الإسلام حتى يواجهوا جهود المُنَصِّرِين، فأنشئوا “الجمعية الخيريَّة الإسلامية”، كما تمَّ إنشاء “دار الأرقم” للتمرين على الوعظ والإرشاد.
ويوجد حوالي 90 مدرسة تعاني من نقص الكفاءات، كما تواجهها صعوبات مالية، وبسنغافورة دار للعلوم كمدرسة عليا لتخريج رجال الدين، ويعاني المسلمون بسنغافورة من قلة الحفظة للقرآن الكريم، وتحفيظ القرآن قاصر على جهود المجلس الإسلامي بسنغافورة، وتوجد 6 مدارس عربية بسنغافورة، ويتلقى بعض علماء الدين دراستهم بأندونسيا والبلاد العربية.
حليمة يعقوب.. مسلمة تتولى رئاسة سنغافورة:
هى سياسية مسلمة من سنغافورة، تولت منصب الرئاسة في سنغافورة في سبتمبر 2017، وتعد أول امرأة من أقلية الملايو تشغله منذ أكثر من أربعين عاما، وأول امرأة أيضا تصل هذا المنصب الفخري.
ولدت حليمة يعقوب يوم 23 أغسطس 1954 في سنغافورة، والدها كان حارسا وهو مسلم من أصل هندي، ووالدتها تنتمي لأقلية الملايو.
تزوجت عام 1980 من زميلها في الجامعة محمد عبد الله الحبشي، وهو عربي، ولهما خمسة أبناء.
عانت حليمة من الفقر في طفولتها، حيث توفي والدها وهي في سن الثامنة، واضطرت في سن العاشرة من عمرها إلى أن تساعد والدتها العاملة في دكان لبيع الأطعمة، وفي عمليات التنظيف والغسيل، وفي توزيع الأكل على الزبائن.
ورغم ظروفها الصعبة واصلت دراستها، وتقول في صفحتها على موقع فيسبوك إن حلمها كان إنهاء الدراسة والحصول على وظيفة لمساعدة والدتها.
الدراسة والتكوين:
تخرجت عام 1978 في جامعة سنغافورة الوطنية، وتحمل شهادة بكالوريوس في القانون بدرجة شرف، وفي عام 2001 حصلت على شهادة ماجستير بالقانون، وفي عام 2016 منحت شهادة دكتوراه فخرية في القانون من نفس الجامعة.
وعملت حليمة بعد تخرجها عام 1978 موظفة قانونية في المؤتمر الوطني لاتحاد النقابات المهنية بسنغافورة وتولت عدة مناصب، منها مديرة قسم الخدمات القانونية عام 1992، ومديرة معهد سنغافورة لدراسات سوق العمل، ثم عينت مديرة لمعهد سنغافورة للدراسات العمالية عام 1999.
وترأست عدة مجالس مثل مجلس الإسكان والتنمية، ومجلس التنمية الاقتصادية، ومجلس أمناء جامعة سنغافورة الوطنية، وهي أيضا عضوة في الهيئة الإدارية لمنظمة العمل الدولية التي تتخذ من جنيف مقرا لها.
التجربة السياسية:
اقتحمت حليمة عالم السياسية عام 2001 بطلب من رئيس الوزراء وقتها غوه تشوك تونغ الذي أخبرها بأنها يمكن أن تلعب دورا كبيرا في الحياة السياسية بالبلاد، وكان ذلك قبل الانتخابات العامة.
وانتخبت بعد ذلك نائبة في الدائرة الانتخابية للتمثيل الجماعي “جيورونغ”، وتدرجت في المناصب حتى أصبحت في أعقاب الانتخابات العامة عام 2011 وزيرة للدولة في وزارة التنمية المجتمعية والشباب والرياضة، وبعد تعديل وزاري في نوفمبر 2012 أصبحت وزيرة دولة في وزارة التنمية الاجتماعية والأسرية.
وفي 14 يناير 2013 عينت حليمة متحدثة باسم البرلمان، وكانت أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ البلاد لتتولى منصب رئيسة البرلمان بين عامي 2013 و2017.
في 6 أغسطس 2017 أعلنت حليمة أنها ستستقيل من منصب متحدثة باسم البرلمان لخوض سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2017، وقالت في تصريح لها إن قرار المشاركة في الانتخابات الرئاسية اتخذته بعد تفكير عميق ومشاورات مع عائلتها ومع المقربين.
وفي 13 سبتمبر 2017 أعلن عن انتخاب حليمة أول رئيسة للبلاد، وذلك بعدما أعلن مسؤول الانتخابات أنها المرشحة الوحيدة المؤهلة للمنافسة على المنصب الذي يعتبر شرفيا إلى حد بعيد.
وقالت حليمة في كلمة بمكتب إدارة الانتخابات “أنا رئيسة للجميع”، وشكرت أنصارها واصفة انتخابها بأنه “لحظة فخر لسنغافورة وللتعددية الثقافية وللتعددية العرقية”.
تمكنت حليمة يعقوب رئيسة سنغافورة من إحداث العديد من القفزات الاقتصادية فى سنغافورة فى وقت قياسى، إلا أن هناك العديد من الشكوك التى تشوب هذه الإنجازات التى ذكرها المنشور، وخاصة أن يعقوب لم تتولَى الرئاسة إلا فى سبتمبر لعام 2017؛ لذا ففرص تحقيق نجاحات إعجازية كتلك الموضحة بالمنشور، تبدو مستحيلة، وتضمن المنشور عددًا من الإنجازات أهمها:
- جواز السفر السنغافورى، هو أغلى جواز سفر فى العالم، لكنه يحتل المرتبة الثانية بعد جواز السفر اليابانى.
- انخفاض معدلات الفساد في سنغافورة إلى 0%..
- زيادة الناتج القومي، وتخفيض نسبة البطالة، وزيادة دخل المواطن، من خلال إنجاز 10 آلاف مشروع مختلف الأنشطة.
المصدر: إنسان للإعلام