رمضان والإسلاموفوبيا هو معنى يجب أن نتفهمه في حياتنا ..قبل أن يتم استدارجنا ونحن في غفلة من أمرنا .
فيا أيها القارئ الهمام تحدثنا سابقا عن عمل خطة سنوية …؛حيث أنه لا ينبغي أن نترك أنفسنا دون تطور،.. وذكرنا أنه يجب أن ننتبه لأوقاتنا ..؛ كيف نستغلها كي نطور من أنفسنا على كل المستويات ؛.. سواء المهنية أو الثقافية.. ،,وعلى رأسها الجانب الروحي والإيماني ؛… فالإنسان إذا لم يتقدم إلى الإمام ؛.. فبطبيعة الحال سيرجع إلى الخلف .
رمضان شهر العبادة
وكلنا يعلم أن رمضان هو تلك الثلاثون يوما التي ما تلبث أن تبدأ فتنتهي ،..لا نشعر بها من إيمانياتها و جمالها ؛.. فهي على كل حال بعيدة عن جو الروتين اليومي للسنة كلها .
وتعارف المسلمون على أنه شهر العبادة والقرآن ..وشهر صلة الأرحام فيه نختم القرآن مرة واثنتين ..ومنا من يختمه كل ثلاثة أيام .
ولكن أيضا كثير منا وليس بالعدد القليل ..من ينتظر رمضان لأن به الكثير من المسليات ؛ ..مثل الحلويات والمكسرات وأنواع الطعام والمشروبات اللذيذة .
وآخرون ينتظرون رمضان لأن به المسلسلات التي لا موعد لجديدها إلا في هذا الشهر الكريم ،.. وهذا ما يثير ويلفت أنظارنا ،… لماذا الجديد من المسلسلات لا موعد له إلا رمضان ؟؟
رمضان والإسلاموفوبيا
فهل وقفت يوما وسألت نفسك لماذا ؟؟
هل لأن هناك من يعلم بأن الإنسان إذا عبد ربه جيدا وبخشوع لمدة ثلاثين يوما كاملة… سيقف مع نفسه ويفكر أن السبيل للنجاة من مهالك الحياة ومن دوامتها.. – التي لا تنتهي ولن تنتهي – لن يكون إلا بالعبادة السليمة ؟؟
وهل لأن هناك من يخاف أنه إذا تفكر المسلم ووجد الحل لكل مشكلات حياته ..يكمن في الطريق إلى الله سيبحث أكثر في هذا الطريق ..، وسيعي يوما أن العبادة ما هي إلا وسيلة للتقرب من الله ؟.. وأنه إذا اقترب العبد من ربه فبدأ يفكر في صحيح دينه ، فسيعلم أن لا إله إلا الله هي منهجا للحياة ،.. خشيت منها قريش فلم يعطوها لمحمد رسول الله (صل الله عليه وسلم ) لأنهم علموا مغزاها الحقيقي ؛.. الذي لا يعييه أكثر مسلمو اليوم ؟
كلمة لا أله إلا الله
( تَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا عَمِّ إِنِّي أُرِيدُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يَقُولُونَهَا تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ وَتُؤَدِّي إِلَيْهِمْ بِهَا الْعَجَمُ الْجِزْيَةَ. ففزعوا لكلمته ولقوله فقال القوم كَلِمَةً وَاحِدَةً نَعَمْ وَأَبِيكَ عَشْرًا فَقَالُوا وَمَا هِيَ؟ وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ وَأَيُّ كَلِمَةٍ هِيَ يا ابن أخي؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» فَقَامُوا فَزِعِينَ يَنْفُضُونَ ثِيَابَهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجابٌ .)
رمضان والإسلاموفوبيا
كذلك فكلمة لا اله إلا الله تعني الكثير ،الذي إن تفكرنا فيه وجدنا أن جل حياتنا يجب أن يتغيرويسير وفقا لما تعنيه هذه الكلمة بمدلولها الحقيقي ، ووجدنا أننا كمسلمين لا نعرف صحيح ديننا وإنما أخذنا منه القشور و بسطحية كبيرة ،وأن غيرنا قد فهم معناها أكثر منا، فحارب فينا الوعي ونشر الجهل كي لا نستفيق من كبوتنا .
علاوة على ذلك فقد علمها الغرب جيدا وتيقن منها فحاربوا من يؤمن بها كما حارب أهل قريش محمدا (صل الله عليه وسلم ) وأصحابه .
ولما كانت الفرصة للقرب من الله في رمضان ، فكان يجب أن تكون الحرب على أشدها في هذا الشهر الكريم ، فلم يكتفوا بالمسلسلات بل جعلوا أغلبها يصب في اتجاه التخويف من الإسلام ، والتخويف من إظهار الإسلام ؛ فإذا أظهرت إسلامك وإلتزامك فأنت تتبع الفئة العنـيفة التي تريد تدمير البلاد وتؤيد العنف والإرهاب.
فحتى لو عبدت الله فاعبده سريعا وقبل أن يراك أحد واحذر لكي لا تكون في مصاف الإرهـابيين كما يزعمون .
أيها القارئ يجب أن تكون واعيا بجدية لما يحاك ضدك من حروب ليست بالسلاح ، وليست بالمواجهة ، فهم تيقنوا أن هذه الحروب خاسرة ؛ لأنك وقتها تتمسك بصحيح دينك وتواجههم، ولكنهم حاربوك بإعلامك وبأدوات تبث السم في العسل ؛ فاحذر وكن على وعي ، ولا تجعلهم يصلون لمبتغاهم ، فهيا بنا نرجع إلى سليم ديننا وصحيحه ،علنا نصل إلى الله ونحن على استعداد للقائه .وكل عام والأمة الإسلامية بخير .