دور الشباب عالميا لتحرير فلسطين
لعل أوّل ما تبادر لذهني عند الكتابة في هذا المحور ( محور الدور ) هو إمكانية المقاربة بين الدور الفعلي للشباب العربي عموماً وللشباب الفلسطيني بالأخص
ذلك مع الدور المفترض أن يكون فعلياً رغم المفارقات العديدة في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة،
والتي تختلف من مجتمعٍ لآخر وتؤثر وتتأثر فيه، وتحتّم هذه المقاربة الانطلاق من عنوان رئيس يشكّل مدماك الصراع – وإن لم يكن الأوحد – ألا وهو العنوان الثقافي
وإنني هنا استرشدُ بما قاله الاشتباكي المثقف باسل الأعرج: “حرّر عقلك واهدم صنماً تنتهي الحرب عندما يهزم العقل”. وهو ما جعلني حقيقةً
وبعد بحثٍ طويلٍ ومعمّق أن اخلُصَ لاستنتاجٍ هامٍ يقول: “إن العرب لم يُهزموا لقوة “إسرائيل” بل لضعفهم وفي مقدمته الثقافي”؛
إذ هم رأوا في الاستكانة للعدو ومهادنته حفاظ على الذات والوجود وهو أمرٌ وثيق العرى مع خضوعهم لهيمنة القطب الواحد الذي يمثّل صورةً موازيةً للمشروع الصهيوني.
وبما أن حديثنا عن الدور فإننا لا يمكن أن نفصل طبيعته عمّا يعطي الفعل مرتبة الدور،
كذلك وما يعطيه ابتداءً المرتبة المذكورة الثقافة التي تتواجد معها وإلى جانبها علاقة عضوية تربط بين تغييرين،
التغير الاجتماعي و الآخر الثقافي
أيضا وهي علاقة تفاعلية تكاملية، ومن هنا يتضح لنا خطر “الأسـرلة” كون ديدن عملها هو الوصول لهذا التغيير الذي يستتبع تغييراً ثقافياً
دور الشباب عالميا لتحرير فلسطين
ومفصل التغيير هو الاعتراف بالكيان الصهيوني كحالةٍ قائمةٍ من الصعب كسرها، والحل الوحيد لذلك هو التعايش معها
ذلك – كأبعد تقدير – بعد أن حوّلَ ( الكيان الصهيوني ) بخططه العيش العربي المشترك إلى تعايش،
ومن هنا تتأتى أهمية ثقافة المقاومة بوصفها هوية محور المقاومة من كونها تبيّن الدور الداعم للنضال ضد الاحتلال
ذلك ليس عسكرياً فحسب، بل في جبهات عدّة
نجح محور المقاومة في أن يكون إطاراً فاعلاً لحشد الطاقات وتوزيع الأدوار وإنجاز تجربة عملية في ساحة الجهاد
وهو ما أعطاه حصانة التماسك والصمود أمام التحديات
كذلك وإن الأداء المقاوم تراكمي لا تتحقق نتائجه بجولة أو جولات، والمقاوم في المكمن أو المواجهة هو مشروع شهيد.
ربطاً بالمقاومة كفكرة وهوية ونهج وبما أنها ولدت من رحم رد الفعل على الفعل
أيضا وكجزء رئيس من التطلّع للحرية والتحرر، يبرز سؤالٌ هام مفاده: هل ثقافتها هي ضرورة مرحلية أم إرث تاريخيّ؟