من منا يكره الالتزام؟؟
( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
الالتزام شيء محمود في الإنسان، وكل ملتزم دينيا وأخلاقيا هو مقدر بين الناس، يحترمه الكبير والصغير ، وأصل الالتزام غير مبني على المظهر فحسب ، وإن كان المظهر من سماته. لذا سنتناول الالتزام – دعوة التغيير – بمعناه الواسع المكتمل .
فما هو الالتزام ؟
- الالتزام عرف بأنه المداومة على الطاعات والعبادات التي فرضها الله عز وجل، أو هو الالتزام بملبس معين كالحجاب للمرأة و اللحية للرجل وفقط ، والبعض قد حصره في الالتزام بالصلاة والصيام .
- وإذا تطرقنا له ؛ فمعناه هو لزوم الشيء والتعهد به والمداومة عليه ؛ كأن يلزم شخص نفسه بشيء معين مثل واجبه تجاه والده على سبيل المثال فيتعهد بهذا الشيء ويداوم عليه ويلتزم به .
- والالتزام الديني هو التزام بكل ما أمرنا الله سبحانه وتعالى به ، والابتعاد عن كل ما نهانا عنه ، ومرجعيتنا في ذلك القرآن الكريم وما سنه رسوله صل الله عليه وسلم ، و الأمر أو النهي ليس محصورا على العبادات أو الطاعات فحسب ؛ إنما يشمل الأخلاقيات والسلوكيات و المعاملات ، وكذلك تحكيم شرع الله في كل ما يقوم به الشخص من أفعال وأقوال.
وكذلك يخضع كل فعل مقدم عليه إلى شرع الله ؛ فيصبح الإسلام منهجا لحياته بل كل حياته .
و لكن للأسف فقد أصيبت المجتمعات الإسلامية في الآونة الأخيرة بحالة من الانفصام الغريب ؛ فتجد الشخص ملتزما شكلا بالزى الشرعي ولكنه غير ملتزم دينيا ولا أخلاقيا .
- وآخر قد التزم في عباداته ، وغير ملتزم بتقاليد وسمت المسلم ، وآخر جمع بين العبادة والمظهر ، ولكنه غير ملتزم في معاملاته مع أن الدين المعاملة .
- فإذا أصبح الالتزام حقيقيا فسيتم القضاء على حالة الانفصام؛ وقتها سيعود احترام الكبير وتوقير الصغير (ليس منا من لم يحترم كبيرنا ويوقر صغيرنا )
وسنجد الشهامة والرجولة (إن الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه )
ولن نفتقد الرفق اقتداءا برسولنا الكريم صل الله عليه وسلم عندما واسى الطفل في عصفوره الذي مات .
وسنجد الإيثار ، والتضحية ، والإخاء ، والحب في الله ، ولن ينهر السائل ، ولن يؤكل مال اليتيم ولن يقهر، ولن تقذف المحصنات ، وستملأ المساجد في أوقات الجماعة ، وستقال كلمة الحق واضحة جلية ، وستعود لا اله إلا الله منهجا للحياة ،ولن تصبح كلمة تقال وليس لها رصيد من الواقع .
فيا أيها القارئ الهمام : أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ؛ فالتغيير يبدأ بك ومن عندك ؛ فهي دعوة للتغيير ؛ فهيا قم وأبدا بنفسك ، جدد نيتك ، واشحذ همتك ، وانفض غبار ما مضى ، وانو في هذه الأيام المباركة التغيير ؛ علها تكون بداية لخير كبير يأتي بفجر جديد طال انتظاره .