تماسك الأسرة في زمن الأزمات
الأسرة في زمن الأزمات .. كيف تحافظ علي تماسكها؟
إن الأسرة هي الركيزة الأساسية في بناء المجتمع وتماسكه، وهي خط الدفاع الأول عنه؛ لذا حرص الإسلام حرصًا شديدًا على سلامتها وحمايتها، وبنائها بناءً سويًّا، حفاظًا على سلامة المجتمع وأمنه واستقراره، وتحقيقًا للمصالح والمنافع البشرية، وعمارة الكون.
وإذا كان الزواج هو الطريق الشرعي لاستمرار الحياة البشرية، فإن الأسرة هي الدعامة الأساسية في بناء مجتمع متماسك، فموقع الأسرة من المجتمع كموقع القلب من الجسد، إذا صلحت صلح المجتمع كله، وإذا فسدت فسد المجتمع كله.
ومن هنا عني الإسلام بالأسرة واهتم بها اهتمامًا فائقًا، يليق بمكانتها ودورها في بناء المجتمع، فحث الإسلام على بناء الأسرة السوية بطريقة تليق بكرامة الإنسان وآدميته، وتتوافق مع فطرته السليمة، فشرع الزواج الذي هو إحدى السنن الربانية في خلقة؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الذاريات: 49].. كذلك والزواج إحدى آيات الله العظمية.. حيث قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].. إذا فالهدف من الزواج تحقيق السكينة.. أيضا ودعامة ذلك نشوء عاطفتي المودة والرحمة بين الزوجين كليهما.
تماسك الأسرة في زمن الأزمات
والأسرة هي المحضن الأساس لنمو الخلال الطيبة، ونشوء الخصال الكريمة، ومصنع الجيل الصالح المصلح، وهي المخزون الأخلاقي للأمة كلها.
وخير نموذج متصور في عالم البشر لبناء الأسرة وحمايتها ورعايتها.. هو النموذج النبوي الكريم.. إذ هو صاحب الرسالة العظيمة.. كذلك وهديه أكمل الهدي وأحسنه.
كذلك وحينما قدَّم القرآن الكريم وجود الإنسان على الأرض.. قدَّمه على أنه وجود ثنائي.. أيضا فحين خلق الله آدم عليه السلام، أعقبه بخلق الزوج.. وبهما أنشئت الأسرة الأولى.. كذلك وكان الهدف هو تحقيق السكينة للزوجين معًا: .. ﴿ هوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [الأعراف: 189].. أيضا وحينما تحدث الله عن تلك المرحلة.. ذكر أن المرأة والرجل حضرًا كل المشاهد على حد سواء، فالله خاطب آدم.. فقال: ﴿ وَقلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 35]،