تغير المعادلات في مواجهة الاحتلال
الموقف العربي والدولي.. هل تتغير المعادلات في مواجهة الاحتلال
تشهد المنطقة العربية، لا سيما غزة، تصعيدًا غير مسبوق في الصراع الفلسطيني– الصهيوني، ما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا الفلسطينيين.. هذه الأحداث المأساوية أثارت تساؤلات ملحة حول مستقبل المنطقة وتأثير القوى الفاعلة فيها.
لقد أدى العدوان الصهيوني الأخير إلى تدهور الوضع الإنساني بشكل كارثي، وتأزُّم الوضع السياسي. وارتفاعُ أعداد الضحايا وتدمير البنية التحتية يفرضان ضرورة البحث عن حلول واقعية ودائمة، إلا أن الواقع على الأرض يتجه نحو مزيد من التصعيد في ظل التعنت الإسرائيلي، وقد أدى عنف الاحتلال المفرط إلى تغيرات جذرية في الفكر السياسي الفلسطيني، ولم يعد من الممكن العودة إلى السياقات السياسية السابقة، ما يشير إلى أن المستقبل سيكون مختلفًا بشكل جذري.
تتصدر حماس المشهد السياسي والعسكري الفلسطيني اليوم، بفضل مقاومتها المسلحة ضد الاحتلال الصهيوني، وأصبحت قوة لا يمكن تجاهلها في أي تسوية مستقبلية. بالمقابل، يتمتع “حزب الله” بنفوذ كبير في لبنان والمنطقة، مستفيدًا من الدعم العسكري والمالي من إيران، ويستمر الحزب في تقديم الدعم والمساندة للفصائل الفلسطينية، ما يعزز من دوره في الصراع والتسويات المستقبلية
تغير المعادلات في مواجهة الاحتلال
وتعد إيران من أبرز الداعمين لحماس والفصائل الفلسطينية، وهي تبرّر دعمها بالواجب الديني والأخلاقي تجاه الفلسطينيين، وتسعى إلى تعزيز مكانتها كقوة إقليمية، ما يثير قلق العديد من الدول العربية التي ترى في النفوذ الإيراني تهديدًا لاستقرارها ومصالحها.
من الواضح أن فكرة “القبول بالحد الأدنى” وسياسة الترضيات لم تعد قائمة في قاموس المنطقة.. ومع ارتفاع التوترات، يبدو أن خيار حل الدولتين، الذي كان يعتبر السبيل الأمثل لإنهاء الصراع، أصبح بعيد المنال؛ فالدماء التي أريقت في غزة لن تسمح بعودة الأمور إلى ما كانت عليه، وستدفع نحو مزيد من التصعيد والمواجهة.
أيضا لا شك أن التصعيد في غزة .. أثر سلبًا على الاستقرار الإقليمي.. كذلك فقد أدى العنف إلى اهتزاز الثقة .. في قدرة القادة الدوليين.. أيضا على تحقيق السلام والاستقرار.. كذلك وأثارَ المخاوف بشأن تأمين الملاحة البحرية.. أيضا والتورُّط في صراعات أكبر لا تحمد عقباها.. وعلى الجانب الآخر.. حيث تواجه الدول العربية .. كذلك تحديات كبيرة بسبب النفوذ الخارجي والضغوط الدولية.