الغرب وتراجع الدعم للكيان
تراجع الدعم الغربي للكيان الصهيوني.. تحول استراتيجي أم تكتيك سياسي؟
الكثير يتساءل: لماذا يستمر الكيان الصهيوني في نهج حرب الإبادة ضد الفلسطينيين؟ ولماذا يلتزم الغرب الصمت، بل يبرر هذه الجرائم؟ قد نجد الجواب في المصلحة المتبادلة بين الطرفين، هي مصلحة بعيدة المدى ولها جذور جيوسياسية تاريخية ذات امتداد مستقبلي. وهكذا، فقد أكملت حرب قطاع غزة شهرها العاشر، وكان الاعتقاد السائد في البدء عند اندلاعها هو استمرار هذه الحرب بضعة أسابيع فقط، وأن الكيان الصهيوني لن تتجرأ على قتل واغتيال أكثر من أربعة أو خمسة آلاف فلسطيني. غير أن الأسابيع أصبحت شهورا وقد تمتد إلى أكثر من سنة، وتجاوزت نسبة الشهداء في صفوف الفلسطينيين الأربعين ألفا، بمعدل 40 فلسطينيا مقابل كل صهيوني لقي حتفه يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول في «طوفان الأقصى». وتحولت هذه الحرب إلى جريمة ضد الإنسانية بمباركة بعض دول الغرب التي توفر لإسرائيل السلاح والحماية القانونية الدولية.
وعليه: لماذا يستمر الكيان الصهيوني في القتل؟ الجواب السريع والجاهز، الذي يردده بعض المحللين وهو الانتقام من حركة حماس والقضاء عليها نهائيا في قطاع غزة، هذا الجواب هو تأويل لواقع حقيقي، ولا يمكن إنكار صحته، لاسيما الخطورة التي تشكلها حماس على الحلم الصهيوني، مقابل موقف الهدنة الذي تلتزمه السلطة الفلسطينية.
الغرب وتراجع الدعم للكيان
وتبقى ممارسة الصهاينة أقسى مستويات العنف والقتل والتدمير، ما جعل رؤساء دول مثل البرازيلي لولا دا سيلفا يقارنون ذلك بالنازية، هو سعيها لتحقيق هدف له انعكاسات طويلة المدى: ضرورة تقليص نسبة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وكانت مجلة «لانسيت» البريطانية قد اعتبرت في تقرير لها، لم يحظ بالاهتمام الإعلامي الكافي، أن نسبة القتلى مهول. ارتباطا بهذا، وخلال بداية يوليو/تموز المنصرم، ووفقاً لمصادر حكومية في غزة، فإن عدد القتلى الرسمي منذ بدء الهجوم الإسرائيلي بلغ 37396 قتيلاً، الآن تجاوز الأربعين ألف.
لقد ركز الكيان الصهيوني على قتل الأطفال والشباب، وهي بهذا تقتل تكوين أسر في المستقبل، لأن قتل طفل وشاب يعني منع تأسيس أسرة مستقبلا. إن عملية القتل في هذه الحرب تتجاوز الانتقام إلى الرغبة في تقليص نسبة الفلسطينيين، وهو ما تحققه إسرائيل بالقتل المباشر. في الوقت ذاته، يعتبر تدمير البنية التحتية .. أيضا ومنها مياه الصرف الصحي والمستشفيات .. وعرقلة دخول المواد الغذائية.. كذلك عملا إرهابيا آخر .. سيؤثر على حياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين.. أيضا إن الخطر الحالي والمستقبلي الذي يعاني منه الكيان .. هو تراجع نسبة الولادات وسط اليهود.. ذلك مقابل ارتفاعها في المقابل في صفوف الفلسطينيين.