العشر المباركة.. هي تلك العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم ،.. وهي أيام مباركة ولياليها أكثر بركة ،..خصهم الله تعالى بفضل كبير حيث جعل للعبادة فيها أجرها عظيم .. فمن فاته العام وقصر في عباداته أو حتى من فاته العشرون الأولى من رمضان فعليه أن ينهض ..،فمازالت الفرصة لم تضيع ..، ليجبر ما ضاع ويعوض ما فات .
وقد خص الرسول صل الله عليه وسلم هذه العشر.. بعبادات خاصة سنذكرها في هذا المقال ..
وأيضا سنعرف فضلها ولكن بداية سنعرف متى تبدأ العشر الأواخر ؟
متى تبدأ العشرالمباركة ؟
تبدأ العشر الأواخر منذ غروب شمس يوم التاسع عشر من رمضان ،.. سواء كان تاما أو غير تام ..، وتنتهي مع فجر يوم العيد الأول من شهر شوال.
والعشر المباركة فضلها كبير،..
فقد روي عن الرسول صل الله عليه وسلم فقيل ( أن النبي صل الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره ، و أحيا ليله ، وأيقظ أهله )..
وكان يجتهد فيهم بالعبادات والطاعات مالا يجتهد في غيرهم ،..
وذلك ليس فقط بالصلاة بل بتنوع العبادات مثل الذكر،..
كذلك والصدقة ، وتلاوة القرآن ..، والاعتكاف ،
فقد روي انه صل الله عليه وسلم انه ما ترك الاعتكاف في العشر قط إلا إذا كان خارجا للجهاد في سبيل الله .
العشر المباركة
ويأتي فضل العشر من فضل ليلة القدر،.. التي هي خير من ألف شهر، ..وهي ذات أهمية وخصوصية كبيرة عند المسلم ، والذي يتحرى هذه الليلة عليه بالاجتهاد في العشر كلها ؛ حتى يستطيع أن يجدها حقا ،.. فهذه الليلة لم يرد في تحديدها قول فصل ، وإن كان المرجح أنها تأتي في الليالي الوترية .
وليلة القدر فضلها عظيم ؛ حيث أن الله اختص هذه الليلة بنزول القرآن الكريم فيها ، كتاب الله الذي هو دستور الحياة ، وسبيل النجاة والسعادة في الآخرة (إنا أنزلناه في ليلة القدر ) وكذلك فهي الليلة التي تقدر فيها الأرزاق والآجال ..، وفيها من الخير والبركة الكثير؛ حيث نزل فيها جبريل عليه السلام .فقال عز وجل (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) .
وقال فيها رسول الله صل الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له من تقدم من ذنبه ) .
وبما أننا توصلنا إلى وجوب تحري ليلة القدر في كل العشر الأواخر من رمضان ، فكيف تكون العبادة فيهم ، وفقا لما جاء بسنة رسول الله ؟
العشر المباركة
فما هي أفضل الأعمال في العشر الأواخر ؟
جاء في السنة أن أفضل الأعمال في العشر الأواخر هو :
الاعتكاف :
و يكون في المسجد ، وله أركان وشروط ، فأما أركانه فهي المعتكف، والنية ،والمعتكف فيه ، واللبث في المسجد .
والمعتكف لابد أن تتوفر فيه بعض الشروط ، ليس من بينها السن ، طالما فوق سبعة أعوام ، فالمهم أن يكون مسلما ، عاقلا ، مميزا ، طاهرا ، سواء كان ذكرا أو أنثى .
والنية يجب أن تتوفر عند المعتكف حتى يصح اعتكافه .
والمعتكف فيه هو المسجد لا غيره .
واللبث في المسجد يكون ساعة حسب بعض العلماء ،وعند البعض الأخر يكون اللبث يوم وليلة ، ولكن الأعم يكون بعدم تحديد وقت ، ولكن اقله يكون بما يسمى عرفا عكوفا .
وشروطه ألا يخرج من المسجد إلا بعذر شرعي ، ولا يجوز له البيع والشراء ، ولا يجوز مباشرة الزوجة .
ويجوز له الأكل ، والشرب ، والنوم ، والتطيب ، وتبديل ثيابه .
قيام الليل:
وهو أيضا من أهم الأعمال حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ القَدْرِ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه)
العشر المباركة و الذكر والدعاء
كذلك فإن أبواب السماء تتفتح في رمضان عموما والليالي العشر خصوصا وليلة القدر تحديدا .وتفتح أبواب السماء دلالة على الخير والبركة واستجابة الدعاء
حيث قال رسول الله عليه صلوات الله (إن لله عُتَقَاءَ في كل يومٍ وليلة، لكل عبدٍ منهم دعوةٌ مُسْتجابةٌ )
ويستحب الإكثار من الدعاء في ليلة القدر، وقد علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عائشة -رضي الله عنها- أن تقول في ليلة القدر: (اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي)، ويجوز الدعاء بما يشاء المسلم من خيري الدنيا والآخرة له أو لغيره .
صلة الرحم أيضا من أهم أعمال رمضان والعشر الأواخر
إطعام الطعام
كذلك فكما قال رسول الله (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا) .
ومن هذا فإن العشر الأواخر من رمضان فضلهم كبير ، بفضل إحدى لياليهم ليلة القدر ،
التي هي خير من ألف شهر ، لذلك فمن أراد أن ينال أجرها فعليه أن يتحراها بالعبادة كل ليلة ،
أيضا ومن فاته رمضان بأيامه العشرين ، فلابد أن ينهض ليعوض ما فات فمازالت الفرصة أمامه لم تضييع .وكل عام وانتم بخير .