الصهاينة وتفاقم خلافاتهم
تفاقم الخلاف بين القيادات الصهيونية وتجاوز جرائم الاحتلال للخطوط الحمراء..هل نصل لليوم التالي للحرب؟
لم يمر شهر على إعلان الاحتلال شن عملية وصفها بـ”المحدودة” على مدينة رفح الواقعة أقصى جنوبي قطاع غزة.. حتى أعلن اليوم، أنه يقوم بعملية دقيقة وسط المدينة الحدودية، متجاوزا التحذيرات المصرية والأمريكية.. أيضا مهددًا حياة نحو مليون نازح هناك.
كما بدأت قوات الاحتلال الصهيوني التوغل في المناطق الأكثر اكتظاظًا بالسكان في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.. ذلك في الأيام الأخيرة، ودمرت عشرات المباني على طول الطريق.. وفي الوقت ذاته تعمل فيه على تفكيك حركة المقاومة الإسلامية “حماس”،.. كذلك وإنشاء خط سيطرة، وفقا لصور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو التي حللتها صحيفة واشنطن بوست.
أيضا وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الهجوم الصهيوني، الذي بدأ في 6 مايو الجاري، توسع بشكل كبير.. وأدى إلى تغيير جذري في جغرافية منطقة رفح، وتشريد أكثر من مليون فلسطيني،.. ذلك فضلًا عن اختبار حدود الدعم من جانب الاحتلال ، والولايات المتحدة الداعم الرئيسي لتل أبيب
كما يزعم الاحتلال ، أن مدينة رفح، هي المعقل الأخير لفصائل المقاومة الفلسطينية، خاصة “حماس”.. أيضا مدعية أن حربها لا يمكنها تحقيق النصر فيها دون معركة حاسمة هناك.. وذلك برغم تحذيرات من المسؤولين الأمريكيين ومنظمات الإغاثة الإنسانية من أن العملية العسكرية في المدينة الحدودية الجنوبية ستكون نتائجها كارثية
الصهاينة وتفاقم خلافاتهم
في الـ8 من مايو الجاري، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، من أنه سيحجب الأسلحة إذا تحركت القوات إلى مناطق النازحين في رفح- التي كانت في السابق موطنا لـ 1.4 مليون شخص-، وهو خط أحمر بالنسبة لإدارة بايدن، ورغم التحذيرات لم يستمع رئيس وزراء الاحتلال، فلأول مرة، أعلن الجيش الصهيوني، اليوم الجمعة، أن قواته تعمل في وسط رفح.
ومع تقدم القوات وتزايد الغضب الدولي، تقول الولايات المتحدة الآن إنها لا تريد أن ترى “عملية كبيرة” في المدينة، وعندما سئل المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، الثلاثاء الماضي، عن كيفية تعريف واشنطن لهذا المصطلح، وصفه بأنه “آلاف وآلاف من القوات تتحرك بطريقة مناورة ومركزة ومنسقة ضد مجموعة متنوعة من الأهداف على الأرض”.
وخلال الأسبوع الجاري، أرسلت دولة الاحتلال لواءً إضافيًا إلى رفح، ولديها الآن 6 لواءات يعملون في المدينة وما حولها، وتعد قوة قتالية مماثلة في الحجم لتلك التي قاتلت في خان يونس، وفقا لإذاعة جيش الاحتلال .
وتظهر صور الأقمار الصناعية التي تحققت منها صحيفة واشنطن بوست، أن هجومًا إسرائيليًا تعدى على وسط رفح، مع دخول المركبات العسكرية إلى حي تل السلطان الغربي، وهو موطن العديد من المدنيين الذين بقوا هناك، فضلًا عن أنها تشير حشد صهيوني بالقرب من منطقة العودة، التي تعتبر قلب المدينة.