الذكري 57 لرحيل سيد قطب
الأديب الكبير، والداعية المفكر، والمجاهد ، صاحب القلم ، والأسلوب الرفيع سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي (1324 – 1386هـ = 1906 – 1966م).
سيد قطب المفكر الإسلامي
يقول الشهيد رحمه الله: إننا لا نفرض على الناس عقيدتنا، إذ لا إكراه في الدين، وإنما نفرض عليهم نظامنا وشريعتنا، ليعيشوا في ظله، وينعموا بعدله. ولكن بماذا نجيب الناس إذا قالوا لنا: إننا أحرار في اختيار النظام الذي نرضاه لأنفسنا، فلماذا تفرضون علينا نظامكم بالقوة؟ إن كل شيء يجرعه الإنسان تجريعًا رغم أنفه.. يكرهه وينفر منه،.. ولو كان هو السكر المذاب، أو العسل المصفَّى! وما الحكم إذا كنا نحن- اليهود أو النصارى أو الوثنيين- أصحاب القوة والمنعة..، وأنتم الضعفاء في العدة أو الأقلون في العدد؟ هل تقبلون أن نفرض عليكم نظامنا ومنهج حياتنا؟ كما هو شأن أمريكا اليوم، وتطلعاتها للهيمنة على العالم؟
سيد قطب المفكر الإسلامي
اضطر سيد أن يعمل مدرسًا ابتدائيًا حتى يستعين بمرتبه.. في استكمال دراسته العليا من غير مباشرة من أحد من.. الأهل إلا نفسه وموروثاته القديمة. وكان هذا التغير سببًا ..في الاحتكاك المباشر بالمجتمع الذي كان لا بد له ..من أسلوب تعامل يختلف عن أسلوب القرويين وتجربتهم. ثم بلغ سيد قطب نهاية الشوط وتخرج في دار العلوم عام 1933 م وعين موظفًا – كما أمل وأملت أمه معه -.. غير أن مرتبه كان ستة جنيهات.
كذلك ولم يرجع بذلك للأسرة ما فقدته ..من مركز ومال فهو مدرس مغمور لا يكاد يكفي مرتبه ..إلى جانب ما تدره عليه مقالاته الصحفية القيام بأعباء الأسرة بالكامل. وانتقل سيد قطب إلى وزارة المعارف في مطلع الأربعينيات ثم عمل مفتشاً بالتعليم الابتدائي في عام 1944 م وبعدها عاد إلى الوزارة مرة أخرى.[40] حيث عمل مدرساً حوالي ست سنوات. ثم سنتين في وزارة المعارف بوظيفة مراقب مساعد بمكتب وزير المعارف آنذاك إسماعيل القباني وبسبب خلافات مع رجال الوزارة قدم استقالته على خلفية عدم تبنيهم لاقتراحاته ذات الميول الإسلامية.
يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله: “إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة، حتى إذا متنا في سبيلها أو غذيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء”