الذكري ال 14لثورة يناير
في الذكري ال 14 لثورة يناير .. كيف تحولت مصر إلي دولة بوليسية يحكمها نظام 3يوليو بالحديد والنار ؟
في الذكرى الـ14 على ثورة 25 يناير المصرية، تعود التساؤلات حول المسار الذي اتخذته مصر منذ ذلك اليوم، الذي حمل معه أحلام الملايين بالتغيير والعدالة والحرية. داخلياً، تشهد مصر أزمة اقتصادية خانقة تعصف بمعيشة المواطن، مع ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة، وتراجع قيمة الجنيه المصري وارتفاع أسعار السلع الأساسية.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الضغوط على الحكومة لتبني إصلاحات هيكلية، بينما يواجه المواطن صعوبات يومية في تلبية احتياجاته الأساسية. وتسلط هذه الأزمة الضوء على فجوة الثقة بين السلطة والشعب،
إذ يشعر الكثيرون بأن الحلول المطروحة لا تراعي العدالة الاجتماعية ولا تقدم أفقاً حقيقياً للتخفيف من معاناتهم. إلى جانب الأزمة الاقتصادية، يعاني المجال السياسي من حالة اختناق غير مسبوقة، مع استمرار السلطة في إغلاق المجال العام وإحكام قبضتها على الإعلام والنشاط السياسي.
وتتزايد المطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وإطلاق الحريات السياسية، إلا أن السلطة تبدو ماضية في تعزيز هيمنتها من خلال تشكيل كيان حزبي جديد يسعى إلى الاستحواذ على الأغلبية البرلمانية، برعاية ما يسمى باتحاد القبائل المصرية، الذي يقوده رجل الأعمال المقرب من السلطة إبراهيم العرجاني.
الذكري ال 14لثورة يناير
وتأتي هذه الخطوة، وسط حديث متزايد عن تعديل مرتقب للدستور لتمكين الرئيس عبد الفتاح السيسي من البقاء في السلطة بعد انتهاء ولايته الثالثة في 2030، مما يثير قلقاً واسعاً حول مستقبل الديمقراطية في البلاد.
منذ ثورة 25 يناير 2011 تظهر السلطة حساسية بالغة تجاه الحدث ورمزيته.. ولم تتوقف عن وصف الثورة بأنها كانت السبب في “خراب البلد”.. وهو التعبير الذي يتكرر على لسان قائد الإنقلاب.. ويتم تصوير ثورة 25 يناير في الخطاب الرسمي سببا رئيسيا للأزمات التي تعاني منها البلاد.. بدءاً من الأزمة الاقتصادية إلى ضياع حقوق مصر في مياه النيل.
كما يستخدم هذا الخطاب .. وسيلةً لتحذير الشعب من أي محاولات مماثلة للتحرك أو التغيير.. مع الترويج لفكرة أن ثورة 25 يناير .. أدت إلى الفوضى وتهديد استقرار الدولة.. وتعمل السلطة بشكل ممنهج .. أيضا على محو رمزية الثورة من الوعي الجمعي،
ذلك من خلال تضييق الخناق على الاحتفاء بها في الفضاء العام.. أيضا وتشويه صورتها في الإعلام الرسمي.. كما يتم تقديم ثورة 25 يناير دائماً .. ذلك بوصفها عبرة لتحذير المواطنين من عواقب التحركات الجماهيرية.. مع التأكيد على أن أي محاولة للتغيير ستؤدي إلى الفوضى والانهيار.. هذه الاستراتيجية تهدف إلى ترسيخ الاستقرار.. القائم خيارا وحيدا.. مع تجاهل المطالب الشعبية التي كانت جوهر الثورة.