ذكري إفشال إنقلاب تركيا السابعة
إذا شهدت الجمهورية التركية، منذ تأسيسها، تدخلات عديدة للجيش في الحياة السياسية من خلال 4 انقلابات عسكرية، اثنان منها أديا لتغيير الحكومة دون سيطرة الجيش على مقاليد الحكم.
أيضا وفي 15 يوليو/تموز من عام 2016 وقعت محاولة انقلاب فاشلة أعقبتها تغيرات كثيرة شهدتها البلاد، فماذا حدث خلال السنوات الخمس الأخيرة؟
كما أغلق العسكريون المتمردون الشوارع في أنقرة واسطنبول، وكلفت القوات الخاصة باعتقال الرئيس رجب طيب أردوغان الذي كان من المفروض أن يكون اعتقاله تتويجاً لانقلابهم
كذلك فقد هاجم رجال القوات الخاصة، وهم يطلقون النيران ويلقون القنابل اليدوية، الفندق الذي كان يقيم به الرئيس، وهو فندق كلوب توربان الفخم في منتجع مارماريس الساحلي (جنوبي تركيا) وهم مسلحون ببنادق آلية وقنابل يدوية، وقتلوا اثنين من حراسه.
كما كان هؤلاء الرجال يبحثون عن شخص بعينه – الرئيس رجب طيب أردوغان – الذي كان يقضي عطلة في فيللا خاصة ملحقة بالفندق المذكور ولكنهم كانوا متأخرين بعض الشيء.
ذكري إفشال إنقلاب تركيا السابعة
فبعد وصول بلاغ من مصدر ما، تم نقل الرئيس التركي من المنتجع بطائرة مروحية. وما أن وصل إلى مطار دالامان، حتى استقل طائرة خاصة أقلته الى اسطنبول. وقام قائد الطائرة بتمويه هويتها بحيث ظهرت لنظام الرادار وكأنها طائرة مدنية عادية.
وبعد الساعة الثالثة فجراً، ظهر الرئيس أردوغان خارج مطار أتاتورك في اسطنبول وسط هتافات مؤيديه وأنصاره.
فشل الإنقلاب، وخرج الرئيس رجب طيب أردوغان من المحنة أكثر قوة مما كان
ولقد مثلت تلك الليلة بالنسبة لكثيرين من الأتراك ولادة جديدة للجمهورية التركية المعاصرة.
وبث الرئيس أردوغان أثناء سفره من مارماريس الى إسطنبول رسالة مصورة نقلها التلفزيون التركي
كما حث فيها المواطنين على الخروج الى الشوارع ومواجهة المحاولة الإنقلابية
واستجاب الأتراك لدعوة أردوغان بقوة، وقتل 265 شخصاً في المواجهات التي جرت بين المواطنين والإنقلابيين.
فقد ألقى البعض بأجسادهم أمام دبابات الإنقلابيين لمنعها من التحرك،
بينما تعرض آخرون لنيران الإنقلابيين على جسر البوسفور في اسطنبول في محاولتهم لدحر المتآمرين
في الذكرى السابعة لإفشال الانقلاب العسكري في تركيا.. 15 يوليو كان ثمرة تضحيات لأكثر من خمسين عاما
د. طلعت فهمي ــ المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين