الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.. نعمة للبشرية أم نقمة عليها؟
لم تكن فكرة أن يأتي يوم يصبح فيه الكمبيوتر قادراً على “التفكير”.. أو أن يحل محل الذكاء البشري فكرةً جديدةً… فأول من أشار إلى أن أجهزة الكمبيوتر يمكن أن تكون قادرةً في يوم من الأيام …على التفكير هي “آدا لوفلايس”، ..عالمة رياضيات إنجليزية طورت أحد أولى اللوغاريتمات الحديثة ..في العالم في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي.
كذلك وبعد مرر نحو قرن من الزمان،.. ظهر مصطلح “الذكاء الاصطناعي”.. في كلية دارتموث في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان ذلك تحديداً في عام 1956… بعد اجتماع امتد لشهرين بين العديد من العلماء ..والمتخصصين في علم الرياضيات.
كذلك وقد صار الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً ملموساً في العديد من الصناعات..، بل أصبح محلاً للإشادة باعتباره الحل الذهبي لكثير من مشكلات العالم… فالذكاء الاصطناعي..، بما يتمتع به من قوة هائلة وقدرة على التعلم،.. يمكنه أن يضع حداً للفقر على مستوى العالم، وأن يجد علاجاً للسرطان،.. وأن يضمن الأمن الغذائي… ومن المفاهيم التي أصبحت تُطرح بكثرة في الفعاليات كذلك والمؤتمرات التكنولوجية التي تُقام في منطقة الشرق الوسط.. أن “البيانات هي النفط الجديد”… فإذا كان الأمر كذلك حقاً، فهل سيصبح الذكاء الاصطناعي نعمةً أم نقمةً على المنطقة؟
الذكاء الاصطناعي نعمة أم نقمة عليها؟
كذلك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي عُقد في دبي… في مطلع هذا العام تحت عنوان “..عالم الذكاء الاصطناعي”، اجتمع واضعو السياسات وقادة القطاعات الصناعية.. من جميع أنحاء العالم ليعرضوا أحدث التكنولوجيات …في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مجالات تعلم الآلات.. والتشغيل الآلي والروبوتات.
كذلك وقد غمر الجميع إحساس بوجود فرص لا حد لها في انتظارنا،… بدءاً من الروبوتات التي تلعب كرة السلة،.. وصولاً إلى التوظيف الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي.. والذي يقيس مستوى نزاهة الموظف.
كذلك وكانت هناك بعض عبارات التحذير من الآثار الأخلاقية ..والاجتماعية لتلك التكنولوجيات،.. ولكن طغت عليها وحجبتها النغمات والألحان الموسيقية الجذابة …التي وُضعِت باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
الشركات التسع الكبار
كذلك ايضا من أكثر الأمور التي تثير المخاوف فيما يخص الذكاء الاصطناعي… أن مجموعة قليلة من الشركات ..هي التي تبتكر وتطور معظم تلك التكنولوجيا. ..وقد أوضحت “آمي ويب”…، مؤسِّسة “معهد فيوتشر توداي” …الذي يقع مقره في الولايات المتحدة الأمريكية، في كلمتها أن تسع شركات… فقط هي التي تقود تطوير الذكاء الاصطناعي …على مستوى العالم، منها ست شركات في الولايات… المتحدة وثلاث شركات في الصين.
بينما الشركات الأمريكية الست فهي…: أمازون وآبل وفيسبوك وجوجل وآي بي إم ومايكروسوفتززز، وجميعها شركات تطرح أسهمها للتداول العام في البورصة ولديها…. “مسئولية ائتمانية تجاه المساهمين فيها”…. وترى آمي ويب أن الموجِّه الرئيسي لاستثمارات تلك الشركات…. في مجال الذكاء الاصطناعي هو الرأسمالية والرغبة… في تحقيق الأرباح، وليس الرغبة في تخليص العالم من مشكلاته.
الذكاء الاصطناعي نعمة أم نقمة عليها؟
وبينما الشركات الصينية الثلاث فهي: علي بابا وبايدو وتينسينت، ورغم أن أسهمها مطروحة للتداول العام، فإن مقرها الرئيسي في الصين، ويَنظر إليها بعين الريبة أيضاً واضعو السياسات في الولايات المتحدة الأمريكية الذين حظروا بالفعل شركة تطوير البنى التحتية للاتصالات “هواوي” من العمل في الولايات المتحدة بسبب مخاوفهم التي تتعلق بالملكية الفكرية ومشاركة البيانات مع الحكومة الصينية.
كذلك ونظراً إلى مشكلات التحيز الإنساني في تعلم الآلات، فإن خضوع تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي المستقبلية لدولتين اثنتين بما لديهما من تحيزات ثقافية وأخلاقية ومجتمعية تتجسد في اللوغاريتمات الخاصة بكل منهما يمكن أن يؤدي إلى إحداث مشكلات في أنحاء أخرى من العالم.
كذلك ولا يوجد إلى الآن أي معيار عالمي للذكاء الاصطناعي،.. ولم تُوضَع بعدُ أي قواعد أخلاقية تنظم الذكاء الاصطناعي،.. ولا توجد جهة عالمية حاكمة للذكاء الاصطناعي. ..وحتى لو أُنشئت تلك الجهة،… فما هي القواعد الأخلاقية التي ينبغي الالتزام بها؟ وما هي القيم المجتمعية التي ينبغي إعلاؤها؟ ..وكيف سيتلاءم ذلك مع الشرق الأوسط وقيمه؟
نفيسة بنت الحسن.. سيدة الثورة والعلم
أبرز المنشورات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي