الديانة الإبراهيمية الجديدة
ضجّت خلال الأيام الماضية قضية “الديانة الإبراهيمية الجديدة” دون وجود إعلان رسمي حتى الآن لقيامها،
وهي مشروع بدأ الحديث عنه منذ فترة، أساسه العامل المشترك بين الديانات الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية ،
باعتبارها أديان إبراهيمية، نسبة إلى النبي إبراهيم.
الهدف المعلن للمشروع هو “التركيز على المشترك بين الديانات والتغاضي عما يمكن أن يسبب نزاعات وقتالاً بين الشعوب
ولقد عادت هذه القضية للسطح مرة أخري بعد أن هاجمها شيخ الأزهر الشيخ احمد الطيب في احتفال بيت العائلة
,حيث وصفها بأنها أضغاث أحلام , وأردف قائلا هل المقصود من الفكرة هو تعاون شعوب هذه الأديان علي القيم الإنسانية النبيلة , أم هي دعوة لاختراع دين جديد لالون له ولاطعم ولارائحة حسب وصفه,
ولم يذكر الشيخ الطيب أي أبعاد سياسية لهذه الدعوات,
لكن من ذكر ذلك هو رجل الدين القبطي المصري وهو الراهب القمص بنيامين المحرقي
والذي قال ” إن الديانة الإبراهيمية دعوة مسيسة تحت مظهر مخادع واستغلال للدين”.
هذا وقد انطلق الجدل وازدادت النبرة حول هذه الديانة المزعومة بعد إعلان دولتي الإمارات العربية والبحرين تطبيع علاقاتهما مع الكيان الصهيوني
الإبراهيمية إذن بوتقة لصهر الأديان السماوية الثلاثة، اليهودية والمسيحية والإسلام،
لينتج منها ديانة جديدة. يزعم دعاتها أنّ من خلالها سيعم السلام والأخوة الإنسانية والمشترك الديني، وذلك من خلال جمع نقاط الاشتراك بين الديانات الثلاث وتنحية النقاط المختلف فيها جانباً. ستكون نقاط الالتقاء على الديانة اليهودية فقط، “حيث أنّ المسلمين يعترفون بالديانات الثلاث، بينما في الديانة المسيحية يعترفون باليهودية والمسيحية فقط، أما اليهود فلا يعترفون إلا باليهودية فقط
الديانة الإبراهيمية الجديدة
وتذكر إحدي الدراسات الخاصة بهذا الشأن إنّ من أخطر التحديات الفكرية التي يواجهها المفكرون والمثقفون والعامة هي المصطلحات التي تحمل أكثر من وجه. ذلك أنّ بريق المصطلح واعتياده يخفي وراءه الوجه القبيح الذي يحمله. ومع كثرة استخدامه تختلط الأوراق، وتمرر المشاريع الهدّامة، ويغدو المعارض للوجه القبيح غريباً بين الناس. هذا هو حال مصطلح “الديانة الإبراهيمية” أو وحدة الأديان أو الديانة العالمية، ففي طياتها معانٍ مقبولة، مثل التعايش والسلام، ولكن استعمال تلك المعاني إنما هو تمرير للمعاني الباطلة، التي تتمثل بأهداف مروّجيها بتمزيق مكونات وروابط الهوية الإسلامية والعربية لدول المنطقة، وبالتالي تيسير السيطرة والتحكم بها وبشعوبها لصالح إسرائيل