الدولة الأصل والدولة الوليدة
“إن كنتم عاجزين فلا تكونوا متآمرين”، بهذه الكلمات رد ناشطون وصحفيون فلسطينيون على المقترح الذي خرج به رئيس الإنقلاب في مصر، ومطالبته بـ”دولة فلسطينية منزوعة السلاح”.
حيث اقترح رئيس الإنقلاب في مصر خلال مؤتمر صحفي مع مع رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانتشيث في العاصمة المصرية القاهرة،
ذلك بإمكانية أن تكون الدولة الفلسطينية المستقبلية “منزوعة السلاح مع تواجد قوات أمن دولية مؤقتة لتحقيق الأمن لها وللصهاينة”.
واعتبر رئيس الإنقلاب في مصر أن “الحل السياسي الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية
على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ما زال بعيد المنال”، من وجهة نظره.
وأثار هذا المقترح تساؤلات عدة من أبرزها “هل فكرة دولة فلسطينية منزوعة السلاح واردة؟، وهل يقبل بها الفلسطينيون أصلاً؟”.
وواجهت فكرة “دولة فلسطينية منزوعة السلاح” معارضة شديدة من قبل الفلسطينيين،
الذين رفضوا التنازل عن حقهم في الدفاع عن أرضهم وسيادتهم،
كما اعتبروا أن هذه الفكرة تعني تقبل الاحتلال الصهيوني والتخلي عن القدس واللاجئين،
كذلك والاستسلام للضغوط الأمريكية والإقليمية، وفق رأيهم.
وقال الصحفي الفلسطيني أدهم أبو سليمة في تغريدة على حسابه في منصة “إكس”،
“من الذي يعطي الحق للمنقلب ليقول أنه يقبل بدولة فلسطينية منزوعة السلاح؟! طبعاً إلى جانب دولة المحتل النووية،
إذا لماذا يصمم بعض الزعماء العرب على فرض (الهزيمة) على الشعب الفلسطيني؟!،
أيضا ولماذا يحاول هذا البعض أن يكرر النكبة من جديد عبر فرض الهيمنة الصهيونية على شعبنا؟”
الدولة الأصل والدولة الوليدة
واعتبر آخرون أن كلام رئيس الإنقلاب في مصر “هو انبطاح وخضوع للغرب”،
كذلك متسائلين في ذات الوقت “لماذا لا يقترح نزع السلاح عن الكيان الصهيوني ومغادرته أرض فلسطين؟”.
أيضا وتهكم آخرون علىه بطريقة مبطّنة قائلين “حتى الصهاينة لم تفكر بما قاله لأنها تعرف أن كلامه بإقامة دولة للفلسطينيين منزوعة السلاح يعد ضرباً من الجنون”.
إن “رئيس الإنقلاب في مصر فاجأ العالم نيته إقامة دولة فلسطينية (حتى لو كانت منزوعة السلاح)،
أيضا مشيراً إلى أن مفاوضات حل الدولتين قد استنفذت خلال ثلاثين سنة،
وبالتالي كلامه أثار الحديث عن دلالات إقامة (دولة فلسطينية) منزوعة السلاح”.
كذلك تابع أن “تصريحات رئيس الإنقلاب في مصر هي الأكثر تفصيلاً بشأن ملامح (الدولة الفلسطينية المأمولة)، التي تجاوزت التعبيرات المعتادة في الخطاب الرسمي المصري،
الذي كان يركز على أن الدولة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية،
وربما هي المرة الأولى التي يتحدث فيها المنقلب عن تفصيلات بشأن ملامح مقترحة لتلك الدولة الفلسطينية، حيث عودنا على تصريحات مفاجئة وصريحة”.
أيضا وأضاف أنه “من خلال مراقبة التعاطي مع حل الدوليين فقد استنفذ نقاشه خلال ثلاثين سنة كل الخيارات وكل الأطروحات وبالتالي لم يتقدم أبداً،
ورغم إعلان الرئيس عباس عن مساعدته في إدارة القطاع إلا أن هذا المقترح قوبل بالرفض مباشرة”.