الإنقلاب أفسد حياة المصريين
كيف أفسد الإنقلاب الحياة في مصر؟
شهدت مصر تجريفا سياسيا واقتصاديا وأجتماعيا في ظل حكم العسكر، منذ حركة الضباط في يوليو 1952 وحتي الآن.
استخدم الجنرالات، على مدار 70 عاما، أحزابا سياسية شارك فيها قلة من المدنيين.. أيضا الذين كانوا بمثابة ستار سياسي ليمارس العسكر من خلفه كل أنواع الفساد والاستبداد .. كذلك والتحكم في مقدرات الوطن.
من خلال هذا الملف، وعلى مدى 3 حلقات، نرصد مخططات النظام العسكري وأدواته للسيطرة على الحياة السياسية في مصر منذ عام 1952م، في عهد جمال عبد الناصر والسادات ومبارك والسيسي ، وكيف حاولت هذه الأنظمة من خلال أحزاب وتشكليات سياسية شكلية، أن تسيطر على الشعب المصري، وما نتج عن ذلك من تكريس الاستبداد والفساد والفشل في كل مناحي الحياة.
وعندما وصل الحزب المدني الوحيد إلى الحكم بعد ثورة يناير، وهو حزب الحرية والعدالة، إلى الحكم صحح المسار، وأعلن الحرب على الفساد، ولكن عاجلته دبابات الجنرالات فلم تمهله أكثر من عام لتنفيذ مخططه في إصلاح مصر.
في هذه الحلقة نبين كيف تحول الاتحاد الاشتراكي في عهد عبدالناصر، كذراع سياسي للسلطة، إلى أداة تبرير وتزوير وإفساد، ثم انهيار، لحياة المصريين، وكيف انكشف تماما بعد هزيمة 1967م.
الإنقلاب أفسد حياة المصريين
نبدا بأول التشكليات السياسية في عهد العسكر، حيث صادر جمال عبد الناصر فكرة تكوين الأحزاب السياسية، واحتكر العمل السياسي وجعله قاصرا على تشكيل سياسي عرف بالاتحاد الاشتراكي العربي.
تأسس الاتحاد الاشتراكي العربي في 4 يوليو 1962 كتنظيم موحد يقود الحياة السياسية وتم حله عام 1978، عندما قرر السادات عمل منابر سياسية تعبر عن الاتجاهات الموجودة في المجتمع. وركزت أيديولوجية الاتحاد الاشتراكي على القومية العربية، واعتمدت فكرته على الاشتراكية العربية
وكان عبد الناصر أنشأ في عام 1957 «الاتحاد القومي» ليكون تنظيمًا سياسيًا بديلًا لهيئة التحرير .. التي نشأت عام 1953، وأعلن أن هدف الاتحاد تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها الثورة.. أيضا وحث الجهود على بناء البلاد بصورة سليمة من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. وقد حل الاتحاد القومي ليحل مكانه الاتحاد الاشتراكي العربي عام 1962.
كما في نوفمبر 1961 عقدت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني للقوى الشعبية اجتماعها الأول.. أيضا وفي مايو 1962 عُقد المؤتمر الوطني للقوي الشعبية .. ذلك لاختيار قيادات من النقابات المهنية والعمالية والاتحادات الطلابية موزعة جغرافيًا.
أيضا في هذا المؤتمر تم إعلان «الميثاق الوطني» وقام المؤتمر بإقراره.. كذلك وفيه التزام جمال عبد الناصر بالخط الثوري الذي يقوم علي الاشتراكية والقومية العربية.. كما أعلن جمال عبد الناصر في خطابه في هذا المؤتمر عن تأسيس «الاتحاد الاشتراكي العربي» .. ذلك كتنظيم سياسي شعبي جديد بدلاً من «الاتحاد القومي» الذي أسس في مايو 1957.. أيضا وهيئة التحرير التي أنشئت عام 1953.