الأنصار يعلمون البشرية الأخلاق
الأنصار يعلمون البشرية درسًا في الكرم والإيثار لكي تبني مستقبلها .
تعالوا لأقدم لكم اليوم تجربة تاريخية تستحق أن نقدمها للبشرية بأساليب مختلفة من أهمها الدراما ، فهي تشكل أساسا لبناء منظومة قيم حضارية ، وتؤكد أن الإنسان عندما يؤمن بالله ورسوله يستطيع أن يكون مثالا عظيما للكرم والإيثار ، ويمكن أن يساهم في تحقيق تماسك المجتمعات وتوحيدها .
والتكافل الاجتماعي والتعاون والمشاركة من أهم الحلول التي يمكن أن نقدمها لمشكلة الفقر الذي أصبح يعض بأنيابه القاسية قلوب البشر ، وينتهك حرمة أجسامهم ونفوسهم ويكسر قلوبهم .
فأكثر من 80 % من البشر يعانون الفقر ، والعالم علي أبواب مجاعة ، والسبب الرئيس هو الرأسمالية التي نهبت ثروات الشعوب .. لذلك تحتاج البشرية للحضارة الإسلامية لتشكل مستقبلها علي قواعد العدل والفضل والكرم والإيثار والرحمة والتكافل والأخلاق .
الأنصار يعلمون البشرية الأخلاق
هذه التجربة العظيمة قدمها للبشرية الأنصار في مدينة رسول الله صلي الله عليه وسلم المنورة يمكن أن تلهم الشعوب ،
إذا فهي تجربة متميزة في التاريخ ،
فقد ضحي المهاجرون بكل أموالهم وممتلكاتهم من أجل عقيدتهم التي كانت أعز وأغلي عليهم من أنفسهم ، وتركوا من أجلها الأهل والوطن والجاه وأسباب الرزق .
لكن الأنصار استقبلوهم بحب لم يشهد له التاريخ مثالا ، وتجلي كرمهم وسماحة نفوسهم وطيب قلوبهم في مشهد لم تعرفه البشرية ،
لذلك فقد تسابق الانصار لاستقبال المهاجرين ، وتحمل المسؤولية برضي وكرم وبذل وسخاء وحب .
ولأن المهاجرين كانوا أقل عددا من الأنصار ؛ فلم تكن هناك وسيلة لحل المشكلة بين الأنصار إلا اجراء قرعة بين من يتسابقون لاستضافة المهاجرين لتحديد من يفوز باستضافة مهاجر ، بينما لم يدخل مهاجر بيت أنصاري إلا بقرعة ،
أيضا وهذا دليل علي أن كل أنصاري كان يعتبر أن استضافة مهاجر يعتبر شرفا عظيما ، وفوزا وفلاحا .
كذلك عرض الأنصار علي اخوانهم المهاجرين أن يتقاسموا معهم بيوتهم وأموالهم ، حتي أن أحدهم عرض علي أخيه أن يطلق له إحدي زوجتيه ليتزوجها ..
لكن المهاجرين تميزوا بالعفة ، فقبلوا من الأنصار حقوق الضيف طبقا لأعراف العرب وتقاليهم ..
لذلك ظل المهاجرون فقراء يتطلعون إلي كرم الله الذي جاء في غزوة بني النضير
أيضا وهنا ظهر دور المنافقين الذين اعترضوا علي ذلك ، فجمع الرسول صلي الله عليه وسلم الأنصار
وقال لهم : إن شئتم قسمتم للمهاجرين من أموالكم ودياركم ، وشاركتموهم في هذه الغنيمة ،
وإن شئتم كانت لكم دياركم وأموالكم ولم يقسم لكم شيئ من الغنيمة ؛
فكان رد الأنصار الذي خلده التاريخ : بل نقسم لهم من أموالنا وديارنا ، ونؤثرهم بالغنيمة