أسباب انهيار الجيش السوري
أسباب انهيار الجيش السوري وسيطرة المعارضة علي مساحات كبيرة من البلاد
نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” تقريرًا أعدته ليز كوكمان ودانيال هاردكار تساءلا فيه عن سبب انهيار جيش النظام السوري فجأة، وسماحه لمقاتلي المعارضة بالسيطرة على دمشق وبقية المدن الأخرى.
وفي الوقت الذي فرَّ فيه رأس النظام بشار الأسد من دمشق إلى جهة غير معلومة، في صباح الأحد، قالت المعارضة المسلحة إنها اخترقت دفاعات العاصمة، وبدون وجود أي انتشار لقوات الجيش السوري. فمع تقدم قوات المعارضة، غادرت وحدات الجيش السوري مواقعها في ضواحي العاصمة، ليلة السبت. وقال الجيش إنه يقوم بتعزيز الدفاعات حول العاصمة، والتي يبدو انهارت.
وقال وزير الداخلية محمد رحمون، قبل ذلك، إن “الحزام الأمني حول دمشق قوي، ولا يمكن لأحد اختراقه”، ولكن مقاتلي المعارضة أثبتوا، صباح الأحد، خطأ كلامه، كما فعلوا أول مرة في عام 2018.
وتراجع النظام من حلب وحماة وحمص بشكل سريع، منذ بداية هجوم المعارضة قبل أقل من أسبوعين.
واستطاع الأسد أثناء الحرب الأهلية، التي بدأت عام 2011، وقف تقدم المعارضة بدعم من “حزب الله”، ومرة ثانية عام 2015 بدعم من روسيا. إلا أن إيران، راعية “حزب الله” اللبناني، حرفت الانتباه عن سوريا لصراعات أخرى، ونفس الأمر مع روسيا، المنشغلة في حرب أوكرانيا. ولهذا لم يكن لدى الجيش السوري أي دعم أمام التقدم السريع لقوات المعارضة السورية، التي قادتها “هيئة تحرير الشام”.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن سبب انهيار الجيش السوري نابع من تدني الرواتب والمعنويات والتجربة الفقيرة التي عرقلت فعاليته.
أسباب انهيار الجيش السوري
وقال هاميش دي بريتون، العقيد البريطاني المتقاعد، والذي يعمل مستشارًا في شؤون الأسلحة الكيماوية لمنظمة غير حكومية تعمل في العراق وسوريا: “كان الجيش السوري جيدًا، وحَكَمَ بالخوف والإرهاب، ودعمه، وقدمت له روسيا عام 2015، بالقوة العسكرية والتوجيه، وتم اختيار الضباط لقربهم من الأسد”.
وعلق غريغ ووترز، من معهد الشرق الأوسط، أن قادة الجيش “ركزوا اهتمامهم على التهريب والابتزاز بدلًا من خلق مواقع دفاعية وقيادة قواتهم”.
وتجنّب الجيش المواجهات الكبيرة منذ توقيع اتفاق خفض التوتر، بداية وباء كورونا عام 2020.
كما قال جهاد يازجي.. رئيس تحرير “سيريا ريبورت”.. إن “انهيار الجيش هو انعكاس لانهيار عام في مؤسسات الدولة السورية”.. أيضا و”هناك إحساس عميق داخل مناطق النظام .. بأن الأمور ليس فقط لا تتحسن.. بل لا يوجد أي منظور لأن تصبح أحسن”.
كذلك وقال ستيفن كوك، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية .. أيضا لصحيفة “تلغراف” إن الجزء الأكبر من الجيش السوري يتألف من مجندين.. حيث “لم يرغبوا في التواجد هناك”… كذلك وأضاف: “لا يمكن الاعتماد إلا على وحدات النخبة.. أيضا مثل الحرس الجمهوري، للقتال. ولهذا السبب استعان الأسد بحزب الله”.
أحدث تطورات المشهد السوري
