أخوات رابعة بيد العسكر
إذا يمر اليوم الأربعاء 16 أغسطس،10 سنوات على مذبحة رمسيس الثانية التي وقعت في محيط مسجد الفتح، وراح ضحيتها أكثر من مائة مواطن، بعد يومين من مذبحة فض اعتصامي رابعة والنهضة.
وشهد ميدان رمسيس في ذلك اليوم مظاهرة ضمن فعاليات “جمعة الغضب” التي دعا لها “التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب” للتنديد بسقوط شهداء بمذبحة الفض.
توافد المتظاهرين
كما توافد آلاف المتظاهرين منذ الصباح في ظل غياب واضح لقوات الأمن، في حين قامت مدرعات الجيش بإغلاق الطريق المؤدي إلى ميدان التحرير، وأدى المتظاهرون صلاة الجمعة بمسجد الفتح الواقع في قلب الميدان، وأمهم فيها الدكتور صلاح سلطان.
كذلك وفي خطبة الجمعة، ندد سلطان بما تعرض له “رافضي الانقلاب” من مجازر، أيضا وقال إن سلطة الانقلاب لم تكتف بقتل المعتصمين وإنما أشعلت النار في جثثهم وعطلت دفنهم،
لكنه أكد في الوقت نفسه على الطابع السلمي للمظاهرة
أيضا والتي سرعان ما تضخمت عقب صلاة الجمعة بانضمام مسيرات قادمة من عدة مساجد وسط أجواء حماسية واضحة.
أخوات رابعة بيد العسكر
كما وانخرط المتظاهرون في ترديد هتافات طالت السلطة الانقلابية ووزارة الداخلية، لكن الموقف سرعان ما اشتعل بشكل مفاجئ عندما اقترب المتظاهرون من قسم شرطة الأزبكية المتاخم للميدان والذي بدا خاليا من قوات الشرطة قبل أن يفاجأ المتظاهرون بوابل من طلقات الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع ألقتها مجموعات ممن يوصفون بـ”البلطجية” ليرد عليهم المتظاهرون بالحجارة.
وبدأ إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين من عدة جهات،
أيضا مما دفع بعض المتظاهرين للاعتقاد بأن بعض الرصاص يأتي من مروحيات عسكرية كانت تحلق فوق الميدان.
وقابل المعتصمون الطائرات برفع الأحذية، مع هتافات رافضة لعبد الفتاح السيسي وتطالب بالقصاص منه.
أيضا واعتلى بعض المتظاهرين كوبري أكتوبر الذي يمر فوق الميدان، وبدأوا في قذف الحجارة على مطلقي النار، لتبدأ مدرعات الشرطة بمهاجمتهم
مما ويضطر بعضهم إلى القفز من فوق الكوبري مفضلين التعرض للكسور بدلا من الموت بالرصاص.
رصاصات مميتة
وسقط بعد ذلك عشرات الشهداء معظمهم تلقى رصاصات مميتة في الرأس أو الصدر
ولم يعد المستشفى الميداني الذي أقيم على عجل داخل مسجد الفتح قادرا على إسعاف كل المصابين لتصل حصيلة الضحايا
ذلك وفق ما أعلن أطباء بالمستشفى الميداني إلى نحو مائة شهيد فضلا عن مئات الجرحى.
ومع حلول المساء كانت النيران قد اشتعلت في بعض المباني المجاورة جراء إلقاء الزجاجات الحارقة وإطلاق الرصاص،
في حين أعلن الدكتور صلاح سلطان نيابة عن التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب عن انتهاء الفعاليات بعد صلاة المغرب,
أيضا ومع حلول موعد بدء حظر التجول مفسرا ذلك بأن المتظاهرين قد أوصلوا رسالتهم بشكل سلمي رغم سقوط الشهداء.
حصار المسجد
كذلك ومع أخبار عن اقتراب مدرعات تابعة للجيش والشرطة غادر كثير من المتظاهرين، في حين قامت شرطة الانقلاب باعتقال بعضهم.
هذا ولم يسدل الستار على أحداث الميدان مع استمرار محاصرة المئات من المعتصمين في مسجد الفتح، إضافة لحصار آخر في مسجد التوحيد.
أيضا ودنس الجنود، مسجد الفتح، بعد اقتحامه بالأحذية دون خجل أو حياء من بيت الله،
كذلك وجرى اعتقال العشرات من المسجد بعدما احتموا داخله من قوات الانقلاب.