أخلاق المسلمين في رمضـــان
من أعظم النعم التي أنعم الله بها على المسلمين، أنه سبحانه وتعالى، فضّل الأيام على بعض، وفضل الناس بعضهم على بعض، وجعل التقوى هي المعيار الأهم في القرب من الله، (إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات: 13)، فليس الغني الذي يفتقد لفعل الخيرات بقريب من الله، وليس الفقير الذي يمتعض من حاله بمحبوب لدى المولى، عز وجل، ولكن الذي يؤدي حق الله، وحق الناس، هو في الدرجة العليا مهما كان حاله في الدنيا بسيطًا، ولكنه في الآخرة من المقربين، طالما أنه قنع بما قسمه الله له، ولذلك قال النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم: (إنّ اللهَ يَبْتَلِي عَبْدَهُ بِما أعطاه، فمَن رضيَ بِما قَسَمَ اللهُ عزَّ وجلَّ لهُ بارَكَ اللهُ لهُ فيهِ ووسعَهُ، ومَن لمْ يَرْضَ لمْ يبارِكْ له فيهِ).
لذا وجب على كل مسلم ومسلمة الاهتمام بالقدر الكافي بالتقرب إلى الله في هذا الشهر الكريم بالطاعات، من قراءة القرآن، والصلوات في أوقاتها، والذكر والاستغفار، وقيام الليل، والحرص على السنن الواجبة والمستحبة، لأن الفرض فيه بسبعين فيما سواه، والسنة كالفريضة فيما سواه، ولذلك حثنا النبي الكريم في هذا الشهر على الاستفادة منه، حيث قال: (أتاكم شهرُ رمضانَ شهر مبارك فرض اللهُ عليكم صيامَه تفتَّحُ فيه أبوابُ السَّماءِ وتغلق فيه أبواب الجحيمِ وتغل فيه مردة الشياطينِ للهِ فيه ليلة خيرٌ من ألفِ شهرٍ من حرم خيرَها فقد حرم)، ومن ثمَّ عمل الخيرات، وترك المنكرات يعود بالفائدة العظيمة على الإنسان، لعظم الوقت وأهميته، ولأنه تضاعف فيه الحسنات، وتمحى فيه السيئات.
أخلاق المسلمين في رمضـــان
ولكن اللافت في سلوكيات وأخلاق بعض المسلمين.. أيضا أنهم ينصرفون عن الاستعداد الحقيقي لشهر القرآن.. كذلك إلى الاستعداد المزيف.. لذلك نجد البعض يبحث عن العروض والتخفيضات في الطعام والشراب.. أيضا ويرتب العزومات والولائم.. تلك المليئة بكل أنواع الأطعمة ما طاب منها وما لذ.. كأن هذا الشهر خصص لكثرة الطعام.. أيضا والملهيات من المسلسلات والأفلام.. كذلك وهذا الفعل، في يقيني.. يدخل في سوء التقدير للأوقات، والغفلة.. وعدم استغلالها على الوجه الأمثل.. ويعتبر من الحماقة تضييع هذه الفرصة العظيمة في غير فائدة.
أيضا ومن الأخلاق التي يجب أن يتمثلها .. كل مسلم ومسلمة في هذا الشهر العظيم.. خلق الجود والكرم.. فالنبي، صلى الله عليه وسلم.. (كانَ أجْوَدَ النّاسِ، وأَجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ.. حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ.. وكانَ جِبْرِيلُ عليه السلام يَلْقاهُ في كلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ.. فيدارِسهُ القرْآنَ.. فَلَرَسولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم.. أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المرْسَلَةِ).