الصراع في السودان
هل يتشكل واقع جديد في المنطقة ؟!
توضح أحداث السودان حاجة الأمة إلي تغطية شاملة للأحداث ،
أيضا تتضمن البحث عن اجابات متعمقة للكثير من الأسئلة التي يمكن أن تكون أساسا لمناقشة حرة ..
لكن وسائل الإعلام تفتقد الجرأة والشجاعة ،
كذلك وتقوم بتجهيل الشعوب وتضليلها ، بينما تخفي تحيزاتها بادعاء الحياد والموضوعية ، والاعتماد علي المصادر الرسمية .
والسؤال الذي يمكن أن نبدأ به المناقشة: هل أحداث السودان كانت مفاجئة لم يتوقعها أولئك الذين يدرسون تاريخ السودان ، أيضا والعلاقات بين القوي الدولية ، وادارة الصراع بينها خلال العقد الماضي ..
أم أن وسائل الإعلام تجاهلت العوامل التي تحرك الأحداث ، وبذلك لم تقم بوظيفتها في الوفاء بحق الجماهير في المعرفة
لو أن وسائل الإعلام حاولت تقديم تغطية تفسيرية للأحداث لاكتشفت أن السودان يتعرض لمؤامرة دولية
حيث تشارك فيها أطراف متعددة تدفع السودان نحو الحرب الأهلية بهدف اضعافه وتفكيكه وتقسيمه إلي دويلات ..
فأمريكا تري من زمن طويل أن السودان أكبر من أن يكون دولة واحدة ،
ولقد لعبت مخابرات الكثير من الدول في السودان حتي نجحت في فصل جنوب السودان .
وكان يجب أن يتنبه السودانيون والأمة العربية كلها إلي أن فصل جنوب السودان تشكل حالة نجاح تدفع أجهزة المخابرات في الكثير من الدول لتكرار المحاولة ،
كذلك واثارة الحرب الأهلية بهدف تفكيك السودان .
الصراع في السودان
إن بقاء السودان موحدا يمكن أن يفتح المجال يوما ما لتغيير سياسي حقيقي يشكل أساسا لاستغلال ثروات السودان في بناء قوة صلبة ؛
بينما علي أقل تقدير فإن زراعة أرض السودان يمكن أن ينقذ الأمة العربية كلها من مجاعة قادمة يمكن لكل ذي بصيرة أن يري نذرها تلوح في الأفق .
كما أن اضعاف السودان وتفكيكه يشكل حالة ضعف لمصر التي ستفقد كل فرص الخروج من أزمتها الاقتصادية التي تتزايد حدتها كلما غرقت في الديون .. كذلك وهذا بالتأكيد يشكل هدفا لاسرائيل التي تعرف جيدا أن النظم تتغير ،
أيضا وأن الأيام دول ، ولذلك فإن اضعاف مصر هو الوسيلة الوحيدة لحماية أمنها !!.
لكن لماذا لم ندرك قوة السودان ، وما يمكن أن يوفره من امكانيات لبناء مستقبل الأمة العربية كلها ؟
إن هناك الكثير من العلماء الذين يعرفون ، ويمكن أن يخططوا لبناء قوة السودان ،
لكن لا يستمع لهم أحد ، ولا تتاح لهم فرصة للتعبير عن رؤيتهم ،
ذلك لأن وسائل الإعلام تسيطر عليها سلطات كل هدفها تحقيق الاستقرار بارضاء اسرائيل ،وحماية أمن المواطن الاسرائيلي !!